الدعوة لتشكيل شبكة أمان وحماية مجتمعية لمواجهة الكوارث المحتملة والدفاع عن حقوق النازحين وتلبية احتياجاتهم
دعا المشاركون من المؤسسات الأهلية من مختلف القطاعات بالمحافظة الوسطى لتشكيل شبكة أمان وحماية مجتمعية ضمن الجهود الحالية التي يقوم بها مركز دراسات المجتمع المدني في نهاية الدورة التدريبية التي شارك فيها 30 مشارك/ة يمثلون 19 مؤسسة أهلية بمحافظة الوسطى بهدف تمكين المؤسسات الأهلية من إعداد خطط استراتيجية مستجيبة للكوارث والتصدي للأزمات ومبنية على النهج القائم على حقوق الإنسان؛ الأمر الذي سيسهم في تحسين مستوى الأداء ومخرجات عمل هذه المؤسسات باتجاه موائمة خططها لتلبية الاحتياجات الآنية والمستقبلية للفئات المهمشة والأكثر هشاشة لاسيما النازحين من عدوان 2014م على قطاع غزة.
وقد تناولت الدورة التدريبية التي قام بتنفيذها ماهر عيسى كيفية ومهارات التخطيط الاستراتيجي، منهجية التخطيط المبنية على النهج التشاركي مع الفئات المستهدفة والمنتفعين من المؤسسات الأهلية، تضمين وإشراك الشباب، الاستجابة للحساسية الجندرية وتمكين المرأة، والمعتمدة على المبادئ التوجيهية العامة للنهج المبني على حقوق الإنسان، والتي تأخذ بالاعتبار التخطيط بناء على حقوق الإنسان وكذلك المعتمدة على نهج التخفيف من آثار الكوارث.
وتأتي هذه الدورة التي استمرت لمدة 3 أيام ضمن برنامج بناء قدرات تم إعداده وتصميمه لتدريب وتعزيز قدرات ودور منظمات المجتمع المدني بقطاع غزة للاستجابة للأزمات والمشكلات التي يواجهها قطاع غزة في أعقاب العدوان المتكرر عليه وفي ظل حصار قاس وصارم وظالم مفروض على قطاع غزة منذ ما يزيد على 10 سنوات.
والجدير بالذكر أن هذه الدورة التدريبية هي واحدة من ثلاثة دورات تدريبية تستهدف بناء قدرات 121 مشارك/ة يمثلون 61 منظمة أهلية وقاعدية من مختلف محافظات قطاع غزة ضمن برنامج تمكين النازحين بقطاع غزة والذي ينفذه مركز دراسات المجتمع المدني بالشراكة مع رابطة النازحين والمهجرين الفلسطينيين بتمويل ودعم من مؤسسة HEKS/EPER السويسرية والذي يهدف للمناصرة والدفاع عن حقوق النازحين وضمان عودتهم الآمنة لوضعيتهم الأصلية وتمتعهم بحقوقهم الأصيلة التي تكفلها القوانين والمواثيق الدولية والوطنية وبما يضمن تحسين مستوى الخدمات المقدمة إليهم لحين استشفائهم وعودتهم لوضعهم الطبيعي.
ويسعى المركز من خلال هذه الدورات التدريبية لتشكيل قاعدة جماهيرية وشعبية من المجتمع المدني ووسائل الإعلام تمثل دعماً شعبياً ومجتمعياً وشبكة أمان للنازحين والفئات الأكثر هشاشة وتعمل من خلال نشاطاتها على تلبية حاجات وإحقاق حقوق هذ الفئات بالإضافة إلى إدارة حوار سياساتي مع أصحاب الواجب وحاملي المسؤولية سواء على الصعيد المحلي أو الوطني أو الدولي.
وهنا تجدر الإشارة إلى أن هذه الجهود تأتي في أعقاب المسوح الميدانية التي قام بها المركز لواقع وحال النازحين الفلسطينيين فيما بعد العدوان وكذلك مسح وبحث ميداني للبنى الهيكلية والبناء والواقع المؤسسي لـــ 990 منظمة أهلية وقاعدية بقطاع غزة لمدة 4 شهور، بهدف التعرف على مدى ملائمة واقعها وخططها وقدراتها للتصدي للكوارث وقدرتها على الاستجابة لاحتياجات ونلبية حقوق النازحين في ظل الظروف التي يمر بها قطاع غزة؛ والتي على أثرها تم تبني خطة متكاملة للتدخلات التي تستهدف بناء قدرات منظمات المجتمع المدني لاسيما القاعدية منها، لتصبح أكثر استجابة للاحتياجات المجتمعية الآنية والمستقبلية، تفعيل نظام الإحالة وتلبية الاحتياجات للفئات الهشة بما فيها النازحين في المجالات الصحية، التعليمية، الإغاثة ومكافحة الفقر، المساعدة القانونية، والدعم النفسي والاجتماعي.
وسيقوم المركز في المرحلة المقبلة بالعمل على تشكيل شبكات أمان وحماية مجتمعية بالشراكة مع المؤسسات المستهدفة والشريكة لتشكيل هذه الشبكات بالتنسيق مع الوزارات المختصة وذات العلاقة لاسيما المجالس والهيئات المحلية والتي جرى العمل معها مسبقاً وتدريبها على النهج القائم على حقوق الإنسان في تقديم الخدمات للنازحين سعياً لتشكيل شبكة مجتمعية من المجتمع المدني تعمل بالتنسيق والتكامل مع الجهود الرسمية للسلطة الفلسطينية لإدارة الكوارث وإعداد خطة للجهوزية للتصدي للأزمات والمشكلات التي قد تطرأ في ظل الأوضاع الراهنة التي يعيشها قطاع غزة.